الثلاثاء، 23 يوليو 2013

لوط عليه السلام

لوط هو ابن أخي سيدنا إبراهيم‏,‏ هاجر معه إلي الشام ومصر‏,‏ثم عاد إلي الشام‏,‏ إلي مدينة سدوم بوادي الأردن‏,‏ وكانت حاضرة مدن الشام في ذلك الوقت‏,‏ وأقام فيها‏,‏ وأوحي الله إليه بالنبوة والرسالة‏,‏ ليحذر قومه عذاب الله وغضبه حيث كانوا كفارا مخالفين للفطرة السوية التي خلقها الله في الإنسان‏.‏
كانت سدوم مدينة كبيرة عامرة‏,‏ تتبعها أراض وضيعات وقري كثيرة‏,‏ وكان أهلها من أفجر الناس وأكفرهم‏,‏ يقطعون الطرق‏,‏ وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم‏,‏ وهي الشذوذ الجنسي‏,‏ بإتيان الذكران من العالمين‏,‏ وترك ماخلق الله من النساء‏,‏ وفي فعلهم هذا انحراف عن الفطرة فقد شاءت سنة الله أن يخلق البشر ذكرا وأنثي‏,‏ وأن يجعلها متكاملين‏,‏ وأن يكون النسل من التقاء ذكر وأنثي وركب فيمها الشهوة واللذة لضمان أن يتلاقيا فيحققا مشيئ الله في امتداد الحياة‏.‏
وعندما نهاهم لوط عن هذا الانحراف سخروا منه‏,‏ بل وهددوه بالطرد من قريتهم‏,‏ وقد كان غريبا فيهم‏,‏ بلا أهل ولا عشيرة تميه وتمنعه قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون وكأن التطهر عن الفواحش عيب وسبة وذنب يستحق الطرد وهذا أيضا من انحراف الفكر‏,‏ وبعده عن ا لعقل والرشد‏,‏ قال إني لعملكم من القالين فقد أعلنها صراحة‏,‏ إنه يتقزز ويشمئز منهم ومن فعلتهم القبيحة‏,‏ داعيا الله أن ينجيه منهم رب نجني وأهلي مما يعملون علم الله أن قوم لوط لن يؤمنوا‏,‏ وقد وجبت عليهم الحج بإرسال لوط لهم‏,‏ فكفروا فحق عليهم العذاب‏,‏فأرسل الله ملائكته لنفذ قضاء الله‏,‏ مر الملائكة الكرام أولا بإبراهيم وبشروه وزوجته سارة بإسحاق‏,‏ ثم انطلقوا وهم في صورة بشر‏,‏ حتي أنوا لوطا‏,‏ فاستضافوه‏,‏ ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاف بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب لم يكن لوط بخيلا‏,‏ حتي يضيق بالضيوف‏,‏ ولكنه يعرف قومه‏,‏ و‏,‏يعرف ماهم فيه من انحراف وشذوذ عجيبين‏,‏ فخشي عليهم من قومه وخاف الفضيحة التي ستناله في أضيافه وجاءه قومه يهرعون إليه ورأي لوط مايشبه الحمي في أجساد قومه المندفعين إلي داره‏,‏ يهددونه في ضيفه وكرامته‏,‏ فحاول أن ينبه قومه إلي الفطرة السليمة‏,‏ ويدعوهم إلي عدم خذلانه في ضيفه‏,‏ قائلا‏:‏أليس منكم رجل رشيد ثم عرض عليهم بناته‏,‏ لمن شاء أن يتزوج بهن زواجا شرعيا فهن أطهر وأصلح للزواج حسيا ومعنويا‏,‏ وفي كتب بني إسرائيل المحرفة كلام كثير عن بنات سيدنا لوط‏,‏ هو أقر إلي الكفر أو هو الكفر بعينه فقصصه هذه لاتليق برجل ذي عقل ومروءة‏,‏ فضلا عن كونه نبيا مرسلا ومعصوما‏,‏ نعوذ بالله منهم ومن كتبهم ومن كفرهم ويرفض قوم لوط عرضه بالزواج من بناته‏,‏ ويصرون علي التحرش بضيوفه‏,‏ وأسقط في يد لوط‏,‏ وأحس ضعفه‏,‏ وهو غريب بين القوم فقال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلي ركن شديد ولكن لوطا لايعلم من هم الضيوف‏,‏ ولم يعرف بعد أنهم ملائكة الرحمن ورسله‏,‏ وأنه يأوي إلي ركن شديد‏,‏ ركن الله الذي لايتخلي عن أوليائه‏.‏
وعندما ضاقت واستحكمت حلقاتها قال الرسل‏:‏ يالوط إنا رسل ربك وأمروه أن يسير بأهله ليلا ويخرج عنهم حتي لايصيبه العذاب معهم‏,‏إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب نعم إنه لقريب‏,‏ فلما أشرقت الشمس‏,‏ أمر الله جبريل فاقتله سدوم بما فيها ومن فيها‏,‏ ثم قلبها رأسا علي عقب‏,‏ وتساقطت عليها الحجارة من سجيل‏,‏ لكل واحد من الكافرين حجر معلم أصابه في مقتل‏,‏ ونجا لوط وأهله ومن آمن به‏,‏ إلا امرأته‏,‏ فقد كانت علي دين قومها‏,‏ أصابها ما أصابهم ومضت سنة الله في إهلاك الفاسدين وتطهير الأرض منهم‏.‏



المصدر الاهرام المسائي
كتب:علي حافظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق