الجمعة، 26 يوليو 2013

إعلانات التبرعات الخيرية تكلف مليارات لجذب بضعة ملايين لعمل الخير

نشاهدهم طوال العام، ولكن فى رمضان لهم من المذاق الاختلاف كله، يطلون على شاشات التليفزيون مرة أو مرتين فى اليوم، وفى رمضان كل عشرة دقائق نجدهم على غالبية القنوات، هى إعلانات الخير للجمعيات والمستشفيات الخيرية، نقف أمام الشاشة فى رمضان فى إعجاب كل عام لأننا نرى من الإبداع الكثير، فهم يحولون الواقع الذى نشاهده مع الفقراء والمحتاجين إلى أحلام جميلة، يدفعنا إلى المشاركة فيه حتى نسعد الآخرين.

وعند التفكير قليلاً يظهر لنا السؤال هل إعلانات التبرعات الخيرية فى الشاشات "ببلاش"؟ والإجابة لا، ففى حالة التفكير فى عمل إعلان لمدة 30 ثانية لمدة ثلاث أيام يمكن أن تدفع الجمعية ما يزيد على مليون و250 ألف جنيه مصرى، وهناك بعض القنوات التى تحصل على برامج للنجوم ومسلسلات رمضان الحصرية يزيد فيها الإعلان على 5 ملايين جنيه، ورغم هذه الاسعار المرتفعة يقبل أصحاب الجمعيات والمؤسسات الخيرية للتنافس على أفضل الأوقات التى يعلنون بها من اجل هدفهم الواحد، وهو جذب المتبرعين إليهم لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

وتقول مروة عبد المقصود، المسئولة الإعلامية لجمعية رسالة، "كثرة الإعلانات فى رمضان هى عادة لإقبال المشاهدين على العمل الخيرى خلال الشهر الكريم، فروحانيات رمضان تغلب على مشاعر الشعب المصرى والعربى فى هذا الشهر فيكثر من أعمال الخير، ونجد كثرة المساعدات وتسهيل لمختلف الأمور، نتيجة حب الجميع لمساعدة المحتاجين وإدخال السعادة إلى قلوبهم، سواء بالتبرعات أو بزيارتهم أو عمل شىء هم فى أمس الحاجة إليه.

الإعلانات فى جمعية رسالة تختلف بعض الشىء عن الجمعيات الأخرى، حيث يقوم المتطوعون بالتفكير فى فكرة الإعلان وطريقة تصويره وتسويقه بأقل التكاليف، لأننا جمعية خيرية لا يمكن أن نصرف من أموال التبرعات فى الإعلانات، فنذهب إلى أماكن العمل الحية التى نقوم بها ونقوم بتصوير الإعلان هناك ولا نتكلف فى ذلك سوى تأجير كاميرا".

وتضيف مروة، "ولأن الفكرة والتصوير غير مكلفين نقوم بعمل لكل مشروع إعلان ولا نعتمد على إعلان واحد فى العام، ولكن التركيز الأكبر يكون خلال شهر رمضان، ثم ننطلق بعد ذلك فى إجراءات المناقصات التليفزيونية، ومن منطلق المسئولية الاجتماعية الواجبة على أصحاب القنوات الخاصة والوزارة الإعلام نأخذ ثمن عرض الإعلان أقل من نصف ثمنه الحقيقى".

ولكن يعبر عصام محمد، مهندس فى إحدى شركات البناء والتعمير، عن حالة ارتفاع الأسعار فى تقديم الإعلانات ويقول، هناك جمعيات صغيرة تصل إلى المحتاجين أسرع من الجمعيات الكبيرة، ولا يستطيعون دفع كل هذه المبالغ، فلجئوا إلى فكرة الإعلان الحى، والقائمة على توزيع الورق التعريفى بهم وبأنشطتهم على الأفراد فى الشوارع عقب صلاة التروايح، وإحضار عربات الإسعاف المجهزة لحث المواطنين على التبرع بالدم.

هؤلاء الشباب يصلون إلى المواطنين بأسرع من الإعلانات التى تتكلف الملايين، لأنهم يقفون أمام الأفراد ويشرحون لهم أنشطتهم ويستمعون إلى أسئلتهم ويجيبون عليها، وأتمنى أن يتحول الإعلان إلى الشارع بدلاً من الملايين التى تصرف على الإعلانات فى التليفزيون.

ويضيف "تعتمد الجمعيات الخيرية على تقديم هذه الإعلانات فى رمضان، لأن هناك من يفضل أن يقدم تبرعاته الخيرية فى شهر رمضان حتى نسعد قدر الإمكان أكبر عدد ممكن من المحتاجين فى هذا الشهر، وتعتبر الإعلانات سواء فى التليفزيون أو فى الشارع بمثابة جرس الإنذار الذى يذكرنا بالوجبات التى تفرضها المسئولية الاجتماعية علينا.

وتقول نورهان عبد الرحمن، مسئولة المركز الإعلامى بصناع الحياة، إعلانات التبرعات الخيرية تختلف كثيراً عن إعلانات المنتجات المستهلكة أو الشركات العامة، لأنها إعلانات تعبر عن واقع ملموس ومرئى من الجميع، وكل ما نقوم به هو توضيح الصورة كاملة أمام المشاهد حتى يشعر بأخيه المحتاج فى شهر رمضان الكريم، وبالفعل يحدث إقبال كثير سواء من المتطوعين أو التبرعات العينية التى يقوم بها ذوو المقدرة المادية.

وتضيف نورهان، تقوم بعض الجمعيات بالتواصل مع شركات إعلانية لعمل الإعلان الخيرى، ويبدأ الشباب المتطوعين فى وصف حالات حدثت أمامهم بالفعل تأثر القلوب حتى يتعرف الجميع على القصة، ويتم الاتفاق على الإعلان، ولكن من وجهة نظرى أفضل أن يمثل الشباب المتطوعين الإعلان نفسه لأنهم الأقدر على الإطلاق فى توصيل المشاعر التى يشعرون بها أثناء تعاملهم مع المحتاجين.

وقد يلاحظ البعض قلة عدد إعلانات صناع الحياة فى التليفزيون، وذلك نظراً للتكاليف، بالإضافة إلى تواجد شباب الجمعية دائماً فى الشوارع من خلال الحملات بعمل نفس الهدف من خلال الإعلان وهو جذب المتطوعين إلينا وحث الآخرين على التبرع.



المصدر اليوم السابع




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق