وعن الربيع بن معوذ, قالت: أرسل النبي صلي الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلي قري الأنصار:من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه, ومن أصبح صائما فليصم قالت: فكنا نصومه بعد, ونصوم صبياننا, ونجعل لهم اللعبة من العهن ـ الصوف ـ فإذا بكي أحدهم علي الطعام أعطيناه ذلك حتي يكون عند الإفطار. (أخرجه البخاري ومسلم). دل الحديثان علي مشروعية تعويد الأطفال علي الصيام لمن لا يؤثر عليه, حتي يطيقونه, فمن بلغ منهم السابعة من عمره فعلي وليه أن يعوده علي الصيام حتي يطيقه فيما بعد, وليكن ذلك بالتدريج, فمثلا اليوم الأول يصوم جزءا من النهار, وفي اليوم الثاني كذلك, وفي الثالث نصف النهار, وهكذا حتي يتعود الطفل علي الصيام ويألفه, وعلي ولي الأمر من أب أو إم أن يستخدموا اللعب والقصص مع الأطفال حتي ينسوا الرغبة إلي الأكل والشرب, ولذها جاء في بعض روايات مسلم قالت: فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتي يتموا صومهم وبهذا يطيق الصغير الصيام ويعتاده, لكن لا يكون ذلك من باب الواجب, فلا يجب الصيام إلا علي من بلغ, أما ما قبل ذلك فحال السلف الصالح تعويد الصبيان علي الصيام, فالصغير غير مكلف ولكن يعود علي الصيام من باب التمرين. أما من لا يستطيع الصوم فلا يجب عليه حتي يطيقه, ويعلم وليه بذلك, بأن يتركه فترة من الزمن بلا أكل ولا شرب فيري مدة تحمله, ومتي يطلب الطعام والشراب, فمتي طلبه كانت تلك الفترة هي الفترة التي يستطيع الصغير تحملها, وقد يزيد الولي في ذلك مما لا يضر بالصغير, حتي يعتاد الصوم ويطيقه. وبما أن الصيام ركن عظيم من أركان الإسلام, وقد تخفي كل أحكامه أو جلها عن الكثير من المسلمين فقد رأيت أن أكتب جملة من تلك الأحكام التي قد يجهلها أكثر الناس اليوم, حتي تسهل عليهم مراجعتها وتصفحها وقت الحاجة, فتكون عونا لهم بعد الله تعالي في أداء هذا الركن العظيم علي علم وبصيرة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق