الثلاثاء، 23 يوليو 2013

صوم الصبيان

قال عمر رضي الله عنه لنشوان في رمضان‏,‏ ويلك‏!‏ وصبياننا صيام؟ فضربه‏ (‏ اخرجه البخاري‏).‏
وعن الربيع بن معوذ‏,‏ قالت‏:‏ أرسل النبي صلي الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلي قري الأنصار‏:‏من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه‏,‏ ومن أصبح صائما فليصم قالت‏:‏ فكنا نصومه بعد‏,‏ ونصوم صبياننا‏,‏ ونجعل لهم اللعبة من العهن ـ الصوف ـ فإذا بكي أحدهم علي الطعام أعطيناه ذلك حتي يكون عند الإفطار‏.‏
‏(‏أخرجه البخاري ومسلم‏).‏
دل الحديثان علي مشروعية تعويد الأطفال علي الصيام لمن لا يؤثر عليه‏,‏ حتي يطيقونه‏,‏ فمن بلغ منهم السابعة من عمره فعلي وليه أن يعوده علي الصيام حتي يطيقه فيما بعد‏,‏ وليكن ذلك بالتدريج‏,‏ فمثلا اليوم الأول يصوم جزءا من النهار‏,‏ وفي اليوم الثاني كذلك‏,‏ وفي الثالث نصف النهار‏,‏ وهكذا حتي يتعود الطفل علي الصيام ويألفه‏,‏ وعلي ولي الأمر من أب أو إم أن يستخدموا اللعب والقصص مع الأطفال حتي ينسوا الرغبة إلي الأكل والشرب‏,‏ ولذها جاء في بعض روايات مسلم قالت‏:‏ فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتي يتموا صومهم وبهذا يطيق الصغير الصيام ويعتاده‏,‏ لكن لا يكون ذلك من باب الواجب‏,‏ فلا يجب الصيام إلا علي من بلغ‏,‏ أما ما قبل ذلك فحال السلف الصالح تعويد الصبيان علي الصيام‏,‏ فالصغير غير مكلف ولكن يعود علي الصيام من باب التمرين‏.‏
أما من لا يستطيع الصوم فلا يجب عليه حتي يطيقه‏,‏ ويعلم وليه بذلك‏,‏ بأن يتركه فترة من الزمن بلا أكل ولا شرب فيري مدة تحمله‏,‏ ومتي يطلب الطعام والشراب‏,‏ فمتي طلبه كانت تلك الفترة هي الفترة التي يستطيع الصغير تحملها‏,‏ وقد يزيد الولي في ذلك مما لا يضر بالصغير‏,‏ حتي يعتاد الصوم ويطيقه‏.‏
وبما أن الصيام ركن عظيم من أركان الإسلام‏,‏ وقد تخفي كل أحكامه أو جلها عن الكثير من المسلمين فقد رأيت أن أكتب جملة من تلك الأحكام التي قد يجهلها أكثر الناس اليوم‏,‏ حتي تسهل عليهم مراجعتها وتصفحها وقت الحاجة‏,‏ فتكون عونا لهم بعد الله تعالي في أداء هذا الركن العظيم علي علم وبصيرة‏.‏



المصدر الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق