الشعب.. أسقط النظام.. وانتصرت الثورة.. وعادت مصر.. إلي مصر الجديدة.. وأصبح من الصعب العثور علي كلام يعبر عن هذه الأحداث التي أبهرت العالم.. وإصراره علي أن يقدم للعالم حقيقة حضارته. |
التي وصلت إلي آلاف السنين.. صمتا دون كثير الكلام.. فقط كانت الجموع الحاشدة في كل مكان وفي كل قرية.. ومدينة وتجمع.. وكفر.. تتكلم بصمت الحضور الطاغي من كل عناصر الشعب.. ولا كلام إلا بكلمة أرحل وإسقاط النظام.. والخروج من مغارات الظلام.. إلي شمس الحرية.. في عز ظلام الليل لتشرق علي مصر.. بانتصار الملايين الهادرة بإعلان استمرار ثورته الأولي. في52 يناير..1102 لتنتصر هذه الملايين بثورتها في اليوم الأخير الأربعاء الماضي بعد إعلان الجيش. ومعه مجموعة من أطياف الشعب المخلصين عن رفض النظام القائم.. وأعلان خريطة المستقبل.. والتي بدأت من اليوم الثاني.. بقيام المستشار عدلي محمود منصور.. رئيس المحكمة الدستورية العليا.. بحلف اليمين كرئيس مؤقت لمصر.. أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا.. والبقية تأتي لتحقيق ما جاء في خريطة المستقبل.. التي تم الاستقرار عليها..
وكنت أشارك في جميع التجمعات الشعبية في ميادين, وشوارع القاهرة.. وأنا مبهور.. ولا أجد كلاما جديدا لأعبر به عن هذه الثورة الشعبية بأسلوبها المذهل.. والذي أذهل العالم.. بمفاجأة هذا الأسلوب الراقي.. لأول مرة في تاريخ الثورات في العالم.. درس مبهر.. ومحير.. لكل من يحاول تفسيره.. إلا شعب مصر بكل طوائفه الذي يعرف سر هذا الشعب.. وحضارته المدفونة في أعماقه فردا فردا.. وظهرت في تجمعات شبابها.. ورجالها.. وأمهاتها وأطفالها.. ونجومها.. وفلاحيها.. وفقرائها.. وأغنيائها.. وكل من آمن بحضارتها.. لتعلن مصر في اليوم الأخير إنتصار ثورتها.. وعودة مصر.. إلي مصرها.. وفوجئت.. وأنا أقف اليوم الأخير وسط الملايين في إنتظار إعلان بيان الجيش بإنتصار الثورة.. وعلي الرغم من الزحام الشديد.. بالملايين.. كان الجو رائعا.. وهرب الحر.. ليحتل النسيم الجميل مكانه.. رسالة إلهية إلي شعب مصر.. فوجئت.. بالتاريخ صديقي.. يقف بجواري كواحد من شعب مصر.. وهو يقول لي.. لاتستغرب ياصديقي العزيز لوجودي شخصيا بجوارك.. بعد رسالتي إليك في الإسبوع الماضي من موقعي الدائم لإنشغالي بتسجيل الثورات التي تمر بها دول العالم.. وأن ما الأرض إلا فيلم تسجيلي طويل لثوراته الحقيقية.. ولكن اليوم.. لم أستطع الإنتظار.. فقررت المشاركة في إنتظار قرار الإنتصار الذي تنتظرونه جميعا بصدق ثورتكم.. وإيمانكم العظيم بعون الله.. وصبر الأقوياء.. بنجاح ثورتكم.. بإذن الله تعالي.. وأنا كتاريخ يجب أن لايقف إلي جانب أي ثورة مشاركا.. ولكن يفرض علي قانون التاريخ.. تسجيلا محايدا لهذه الثورة.. ولكني وجدت نفسي كتاريخ حديث.. أن أشارك في نهاية أيام الثورة الخاصة بكم.. ومن أهم أسباب وجودي.. هو ذلك الإبهار.. والإبداع الثوري.. ودرس لكيفية حدوث الثورات لتحقيق الإنتصار.. دون دماء.. ودون صراعات أو فتنة لتمزق وحدة الشعب.. ويتمسك بوحدة تجمعاته.. ومراقبة أحداث هذه الثورة الفريدة.. وشبابها.. وشيوخها.. وصغارها.. وكبارها.. وبناتها.. وأمهاتها.. وسيداتها.. وحتي أغنيائها.. وفقرائها في وحدة تذهل كل العالم.. وأذهلني.. كتاريخ.. وأنا معك من الآن.. حتي الإعلان النهائي.. بانتصاركم إن شاء الله!! وسرنا سويا.. ننتقل.. من ميدان التحرير.. إلي الإتحادية.. إلي باقي المليونات الرائعة المطالبة بحب مصر.. ولم أستطع أن أتحدث مع صديقي التاريخ.. الذي يحمل معه جهازا جديدا ينقل صورا لجميع التجمعات في القاهرة كلها.. وأحيائها.. وجميع المدن المصرية.. وريفها.. وأصغر قراها.. ونري الجموع تحمل اليافطة الشهيرة بكلمة إرحل.. وجبنا كل الأماكن في مصر سيرا علي الإقدام وصولا إلي إنتظار البيان الخاص بالثورة من خلال المكان المجتمع فيه عناصر وطنية لوضع خطة طريق المستقبل.. وسط أنواع المناطق التي تمر عليها حتي وصلنا.. مرة أخري إلي ميدان التحرير.. وفي الساعة بعد العاشرة مساء! ساد صمت غريب.. مع الصمت الأغرب الذي حدث في جنبات مصر.. في ميادينه.. وشوارعه.. وبيوته.. وجميع قنوات الإرسال.. التي كانت تتابع الأحداث منذ بداية الثورة من صباح كل يوم حتي الثانية بعد منتصف الليل.. وفرد صديقي التاريخ يده بالجهاز الذي معه.. وبدأ يظهر اللواء السيسي ليعلن البيان.. الذي إحتوي علي8 موضوعات أساسية وفي الجزء رقم6 من البيان.. كان القرار الذي أشعل نور تحقيق الأمل.. بجملة إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة.. وتعطيل الدستور بشكل مؤقت.. وأن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين إنتخاب رئيس جديد. هذا الجزء من البيان الذي إنطبع في قلوب الشعب كله.. سادت الفرحة العارمة.. في أرجاء مصر كلها.. وأنطلقت الزغاريد العائلية.. وإنهالت دموع الفرح بين الشعب في أماكن إجتماعاته.. وبين المتابعين للثورة من خلال القنوات التليفزيونية.. تنزل دموع الفرح بالإنتصار زجات زجات.. ونظر صديقي التاريخ إلي.. وإلي دموعي التي ملأت عيوني.. وتقاوم نزولها دون فائدة.. فهي مزيج بين دموع القهر والظلام الذي عشنا فيها شعبا مناضلا.. صابرا.. حضاريا.. وبين إنتصار ثورة مصر الجديدة.. وتحقيق الحلم الذي الذي كنا دائما نتمناه.. ليتحقق.. وقد أصبح الحلم حقيقة.. بفضل الإرادة القوية التي إنطلقت لتحقق أحلامنا.. في هذه الأيام.. وأنتظر صديقي التاريخ لحظة.. إحتراما منه لترك دموع الفرح وقتها.. وهي تعبر عن دموع فرح الشعب كله.. وقال لي.. الان ياصديقي العزيز.. أقول لك.. ولشعب مصر العظيم.. وكل عناصره الصادقة التي حققت معجزة أجبرت التاريخ علي أن يحضر أحداثها بنفسه.. ولاتشغل بالك.. فإني معي هذا الجهاز الذي يقوم بتشغيل أجهزة التسجيل في صومعتي.. وقد تم تسجيلها حية صادقة معك.. ومع شعب مصر.. الذي يصر دائما.. علي إبهار الدول وإذهالها.. ليضرب لهم مثلا حيا.. عن كيف يجب أن تعيش الشعوب.. وكيف تكون ثوراتها.. وإلي لقاء ياصديقي المصري.. الذي يحب مصر.. أم الدنيا.. والذي دائما يناديها بهذا الإسم الذي تستحقه مصر.. فعلا.. ورحل صديقي التاريخ الذي حضر بنفسه ليعيش معنا أجمل.. وأعظم لحظات حياتنا.. التاريخية التي إنتظرناها.. حلما.. وتحقق الحلم.. وعادت مصر.. إلي مصرها.. مرة أخري!! ورمضان كريم.. وشكرا لله العلي العظيم!!
المصدر الاهرام المسائي
|
الأحد، 21 يوليو 2013
اشهد يا زمن وسجل يا تاريخ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق