للمال دور فعال في الحياة الاجتماعية اليومية, لايمكن الاستغناء عنه, كما ان المال شيء مهم في الحياة فهو قطبها له مكانة فريدة في الإسلام وفلسفة متميزة انفرد بها عن باقي المذاهب والأديان. |
فالملكية الحقيقية للمال في الإسلام إنما هي لله جل شأنه, قال تعالي وآتوهم من مال الله الذي آتاكم( النورـ33) وقد أضاف الله تعالي المال إلي نفسه مال الله وهي إضافة تشريف وتعظيم تعطي دلالة علي أهمية هذا المال ومكانته ومدي حرمته, والمال في اللغة: هو كل مايتمول ويعده الإنسان مالا, والمال يشمل كل مايرغب الناس في اقتنائه من الأشياء كالضياع والنخيل والذهب والفضة ويؤيد هذا المعني قوله تعالي: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسمومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) ال عمران14 اما تعريف المال من الناحية الشرعية هو كل مايمكن حيازته ويمكن الانتفاع به علي وجه شرعي.
في البداية يقول الدكتور مبروك عطيةـ أستاذ الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر, المال عصب الحياة وسر وجودها وقد جعله الله تعالي محببا إلي نفوس عباده حيث قال تعالي وآتي المال علي حبه وقال سبحانه ويطمعون الطعام علي حبه فمن أحب شيئا وضحي به فانما ضحي به من أجل وجه الله وهو الأغلي والأحب, والمال يتمثل في الذهب والفضة والعقار والاراضي وكل مايحاول الإنسان أن يمتلكه وكذلك الصحة والعافية وحسن الحياة يعبر عن ذلمك كله بالمالك الذي يشمل كل ماسبق قال تعالي( وألو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) الجن اية16, اي ذهب وفضه وزوجة صالحة وولد صالح وكل شيء وقد جعل الإسلام المال معيارا لاداء فريضة كالحج أن ملكه المسلم حج وإن لم يملكه فلا حج عليه قال تعالي( ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) وجعل الإسلام معيارا لبناء البيوت قال صلي الله عليه وسلم( يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) ولذلك نجد أن كثيرا من الفقراء الذين يتزوجوون يعانون من مشاكلات وتتحول حياتهم الزوجية الي نكد وكدر وقد كانوا يحسبون انهم سيسعدون برغم كل المشكلات البادية وهذا وهم فقد قال الله تعالي( وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فضله) النور اية33, اي علي الذين لايجدون مالا يبنون به بيوتهم عليهم ان يستعفوا حتي يتحقق لهم الغني وبشيء من التدبر لهذه الأية من سورة النور خذوهم فقراء يغنيهم الله لأن البيوت لبنات أولي للملك الكبير.. ويضيف د.مبروك عطية قائلا: وبسبب المال وتنميته والحرص علي زيادته شرعت المضاربة في الشريعة الإسلامية وهي أن يكون انسان لديه مال ولايحسن التصرف فيه وهناك آخر لامال عنده ولكن يحسن التصرف والتجارة فأرشد الشرع الحنيف صاحب المال أن يعطيه من يحسن التصرف فيه علي اتفاق بينهما في الربح كيف يوزعانه, والمال كذلك معيار لفريضة اخري هي الزكاة فمن بلغ ماله النصاب وجبت عليه الزكاة, وقد مدح الله المزكين بقوله تعالي والذين هم للزكاة فاعلون) المؤمنون آية4, والمال مع العلم أعلي درجات ما يصل إليه الإنسان في هذه الحياة الدنيا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في الرجل الذي أوتي مالا وعملا فهو يتقي فيه ربه ويصل به رحمه وقال هذا أغلي المنازل وقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان غنيا, وكذلك جميع الأنبياء وقال الله له( ووجدك عائلا فأغني) الضحي آية8, وكان عليه الصلاة والسلام يدخر من حظه في مال الغنائم قوت سنة ويشتري بما يبقي سلاحا يجاهد به أعداء الدين وكان من الصحابة من هو صاحب ملايين كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وقد دعا النبي صلي الله عليه وسلم لفتاة رضيت بزوج رشحه لها فقال اللهم اصبب عليها الخير صبا ولاتجعل عليها كدا قال اصحاب البر فكانت أغني امرأة في المدينة ومن دعاء النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه البخاري وغيره( اللهم إني أعوذ بك من الفقر,والقلة) وروي البخاري كذلك قوله صلي الله عليه وسلم( كادت الحاجة أن تكون كفرا) لان المحتاج قد يبيع دينه ويشهد الزور وتضطرالمرأة الشريفة مع الحاجة إلي ارتكاب المحرمات, وتذل مع الحاجة كرامة البنات ويضيع ماء الوجه في السؤال ومد الأيدي إلي الناس ومنهم من يعطي ومنهم من يمنع ومنهم من يسخر ومنهم من يؤذي.. ريؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي ـ عضو مجمع البحوث الاسلامية علي ان المال عصب الحياة لاغني للفرد أو الجماعة أو شعب أو أمة عنه, وقد قرر القرآن الكريم اهميته فقال تعالي( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) الكهف اية465, فلا يمكن أن يستقر نظام أو تقوم دولة أو تنشأ حضارة أو تحدث تنمية دون المال, وقد أعلت الشريعة الإسلامية من أهمية المال وجعلت المحافظة عليه احد مقاصدها العامة وقرنت حفظ المال بحفظ الدين والنفس الانسانية وهذا يؤكد علي ضرورة المال وقيمته في الحياة وتحقيق العمران والتنمية كما قال الشاعر: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبني ملك علي جهل واقلال.. وعلي هذا الأساس فان تنمية المال واستثماره تعتبر من أهم وجوه التنمية وأنه لايجوز شرعا حبس المال عن التداول والانفاق واستفادة الناس منه كما في قوله تعالي والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم التوبة اية34 ويعني ذلك أن المال له وظيفة اقتصادية تتمثل في استثماره وتمية بكل الطرق المشروعة مثل التجارة ـ واقامة المصانع ـ وتعمير الصحراء وغير ذلك من وجوه التنمية الحلال وقد حث الإسلام علي تنميته المال حتي بالنسبة لليتامي فقال صلي الله عليه وسلم ألا من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولايتركه حتي تأكله الصدقة) وحرصا من المشرع الإسلامي علي تنمية المال في الأوجه المباحة شرعا منع الإسلام الغش لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من غشنا فليس منا وأكل المال عن طريق الربا في قوله تعالي( يمحق الله الربا ويربي الصدقات) البقرة اية276 كما نهي عن أكل المال بالباطل بدون مقابل في قوله تعالي( يا أيها الذين امنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) الحجرات ايه10, كما نهي كذلك عن الاستيلاء علي المال بدون حق وذلك لقول الرسول صلي الله عليه وسلم لايحل مال امريء مسلم إلا بطيب نفس منه فثبت من ذلك أن توظيف المال واستثماره وتنميته يكون بوسيلة مشروعة عن طريق العمل والتجارة أو غيرهما من الوسائل وأما الحصول علي المال بطريقة الرشوة أو التزوير أو الاختلاس أو أو الربا أو الغش أو الخداع حرام شرعا وأنه يجب علي من يريد كسب المال أن يجد ويجتهد ويعمر هذه الحياة حتي يكون رزقه حلاال ومشروعا لان المال قيمه من وجهة نظر الشريعة لكن في ذات الوقت وسيلة وليس غاية فالمال مال الله وكيب المال انما يكون بطريق الحلال وانفاقه في أوجه حلال وبذلك يعم نفعه علي الفرد والمجتمع
المصدر الاهرام المسائي
|
الأحد، 21 يوليو 2013
المـــــال.. مـــــال اللــــه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق