مصر مفتاح النهضة في القارة الإفريقية.. والاتجاه للكونغو كفيل بحل أزمة المياه علي الرغم من أنه يعيش في انجلترا . |
إلا أن الدكتور محمد نور الخبير الاقتصادي ليس بمعزل عن الأحوال الاقتصادية التي تعيشها مصر ورغم أنه علي الجانب الشخصي لم يتأثر إلا أنه حاول أن يثبت ولاء الطيور المهاجرة للوطن المصري فسافر إلي الخارج ليحاضر في الجامعات والمنتديات الاقتصادية الدولية ليؤكد أن الاقتصاد المصري بخير وأنه قادر علي التعافي بأيد مصرية.
الدكتور محمد نور حصل علي شهادتي دكتوراة من الخارج إحداهما عن الاقتصاد والتنمية والأخري عن تنمية الاقتصاد المصري بأيد مصرية وقد شغلته مأساة سد النهضة الإثيوبي مثلما شغل الأغلبية من المصريين. قال الدكتور نور لـ الأهرام المسائي: إن مصر لها ثقل ووزن عالمي وعندما غابت مصر عن المشهد السياسي بحثوا عن ثلاث دول لتحل محلها مما يؤكد قيمتها التاريخية ومقدراتها الاقتصادية. وليس من المستحيل أن يتعافي الاقتصاد المصري ويتربع علي عرش اقتصاديات الدول المتقدمة, فمن الناحية الاقتصادية أوروبا أخذت وقتا طويلا في التقدم العلمي والاقتصادي لكنها الآن في حالة تقشف ولديها مشاكل اقتصادية وبطالة عالية فأصبح الزمن حاليا هو زمن آسيا حيث تقود الصين حركة تنمية علمية واقتصادية في آسيا, ومعها دول مثل ماليزيا وسنغافورا والهند وفيتنام.. الكل يتطلع لنهضة آسيا. والي نص الحوار ضربت مثالا علي عدم استحالة الانتعاش الاقتصادي لأي دولة وذكرت آسيا التي انتعشت بقيادة الصين فكيف يقوم الاقتصاد المصري وينتعش ؟ عندما يأتي الدور علي القارة الإفريقية لابد أن يقود نهضتها دولة لها خلفية حضارية وتاريخية, وليس في القارة السمراء دولة تقوم بهذا الدور سوي مصر فهي مفتاح النهضة الإفريقية لذا فإن طموحي كخبير اقتصادي يتعدي نهضة مصر إلي آفاق أوسع حيث أتبني مشروعا يشبه السوق الأوروبية المشتركة أي السوق الإفريقية المشتركة ولكي ينجح هذا السوق لابد أن يبني علي قواعد اقتصادية مجردة من السياسة ويقوم علي المصالح الاقتصادية والتنموية فقط وكل عضو من الدول المشاركة في هذا السوق لا ينشغل بالنظام السياسي الخاص بدولة أخري من الدول الأعضاء. وما هي الدول التي يمكن أن تبدأ في هذا المشروع ؟ الدول الأعضاء الذين أرشحهم للانضمام هي مصر والسودان شمالها وجنوبها والكونغو الديمقراطية حيث يصل تعداد هذه الدول إلي نحو200 مليون نسمة, ولديهم بترول وغاز ومعادن نفيسة وزراعة ومصادر للطاقة متنوعة وعلماء وفنيون, بالإضافة إلي العبقرية الجغرافية التي قد تصنع من هذه الوحدة الاقتصادية معجزة واتحادا قويا لا ينفصل سيجعل باقي الدول الإفريقية تسعي للانضمام إليهم. و ما هي مقومات نجاح هذا السوق ؟ لابد أن نبدأ من الشمال حيث البحر الأبيض المتوسط وموانيه وتجارة أجزاء من إفريقيا وأوروبا ثم البحر الأحمر وموانيه في مصر وشمال السودان, وهي تجارة قارة آسيا وينتهي بميناء في الكونغو الديمقراطية علي المحيط الأطلسي ولابد لكي ينجح هذا المشروع من إطلاق القطار المسمي بالرصاصة أو القطار الحديث ليبدأ من مواني البحر المتوسط مرورا علي مواني البحر الاحمر وانتهاء بموانئ المحيط الاطلسي ناقلا البضائع بين تلك المواني, ولعل أساس هذه الفكرة نابعة من العالم المصري الراحل جمال حمدان الذي يري أن عبقرية المكان والموقع هو ثروة في حد ذاتها إن أحسن استغلالها. وهل تعتقد أن إسرائيل سوف تترك هذا المشروع يتم دون تدخل لإفساده ؟ المصالح الاقتصادية القوية بين الدول الأعضاء التي اقترحتها لتنفيذ هذا المشروع أقوي من أي تدخلات لأن العلاقة بين دول تشترك في مشروع عملاق كهذا يجب ألا تقوم علي الأنانية بل علي الاقتصاد. ومن المشروعات التي لو تمت بين هذه الدول ستحول خريطتها الاقتصادية وستدفع بها للأمام مساقط المياه حيث تعادل10 أضعاف الكهرباء المنتجة من السد العالي كما سيتم ربط نهر الكونغو بنهر النيل مائيا مما يؤدي إلي استصلاح مئات الملايين من الأفدنة وزراعتها, وينعكس ذلك بالنفع علي الدول الأعضاء. هل تعتقد أن تحويل نهر الكونغو وربطه بالنيل كفيل بحل أزمة المياه في حالة تنفيذ سد النهضة الإثيوبي ؟ ليس هناك شك في ذلك فنصيب مصر من النيل سنويا55 مليار متر مكعب تزيد وتنقص حسب سقوط الأمطار وهذه الكمية غير كافية حيث تعد مصر من الدول الفقيرة مائيا لذلك فإن تحويل بعض مياه نهر الكونغو إلي نهر النيل أمر في غاية الأهمية, وللعلم فإن نهر الكونغو غير مستفاد منه حاليا لأن الكونغو بها أمطار طوال العام تقريبا كما أن هذا النهر يعتبر النهر الثاني في العالم بعد الأمازون من حيث غزارة تدفق المياه فيه كما يعتبر النهر الثاني في إفريقيا من حيث الطول بعد نهر النيل وهو يدفع بالمياه نحو المحيط الأطلسي بما يزيد علي1200 مليار متر مكعب في السنة. هل يستطيع رجال أعمال القيام بهذه المشروعات أم لابد من تنفيذها علي مستوي دولي ؟ هذه المشروعات العملاقة لابد أن تبدأها حكومات وتفتح المجالات لرجال الأعمال للتعاون والاستفادة المشتركة. لهذا أتمني أن تفيق مصر من المظاهرات والاضطرابات التي لا ينتج عنها سوي تراجع الاقتصاد وتدهوره ولابد أن يعلم الجميع ان تقدم الشعوب حاليا مرهون بتحسن الاقتصاد. ولدي مصر ابناء مخلصون يقيمون في الخارج ولديهم مشروعات عملاقة ويتمنون العودة إليها. واعتقد أن مدخراتهم في البنوك قادرة علي ضخ أموال تغني مصر عن صندوق النقد الأجنبي وشروطه التعجيزية.
المصدر الاهرام المسائي
|
الثلاثاء، 23 يوليو 2013
الخبير الاقتصادي الدكتور محمد نور لـ الأهرام المسائي:
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق