نجد أعداد المباني التعليمية في مصر محلك سر إذ نفتقر إلي التوسع في الجديد أو تطوير القديم من حيث إدخال الآلات والمعدات الحديثة والمتطورة التي باتت تستخدم في معظم دول العالم.. تقول هالة طلعت أستاذة العلوم بإحدي المدارس التجريبية وعضو اتحاد المعلمين المصريين- إن أماكن تلقي العلم سواء المدارس أو الجامعات غير مجهزة علي الإطلاق ولا يتوفر بها الإمكانات اللازمة لنجاح العملية التعليمية, لافتة إلي أن التطوير يقتصر فقط علي الشكل الخارجي مثل التجديدات ودهان الحوائط, دون العمل علي تطوير أماكن التجارب كالمعامل وتوسعتها أو استحداث المعدات والآلات داخلها أو إنشاء مبان إضافية للحد من كثافة الطلبة داخل المدارس والجامعات الحكومية علي وجه التحديد. وتشير إلي أن أجهزة الكمبيوتر في العديد من المدارس يتم التعامل معها علي أنها عهدة يجب الحفاظ عليها, ومن ثم تكون أعدادها قليلة للغاية بالمقارنة بعدد الطلبة, كما أنها لا يسمح باستخدامها إلا في أضيق الحدود. وعلي الجانب الثقافي, تؤكد طلعت أن المكتبات, ذلك الركن الحيوي والمهم في العملية التعليمية يكاد يكون مهملا, إذ لا يتم الاهتمام بها وتطوير الكتب بداخلها وتجديدها باستمرار, مشيرة إلي أن نظم الاستعارة لا تحقق الغرض المنشود منها إذ يوجد الكثير من الكتب الممنوع استعارتها نظرا لعدم وجود نسخ منها, وهو ما يعوق قدرة الطلبة محدودي الدخل علي تصفحها في غير أوقات الدراسة. في المقابل تقول الدكتورة نادية جمال الدين أستاذة أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة- إن ما تشهده الأماكن التعليمية من قصور يمكن التغلب عليه بحكم ما نعيشه من ثورة الاتصالات, إذ لم يعد التعلم مقتصرا علي المدرسة أو الجامعة بل أصبح متعدد الوسائل, لافتة إلي أن كل الكتب والمعلومات باتت متوفرة علي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي, ومن ثم أصبح الطالب قادرا علي التعامل مع سيل من المعلومات المتدفقة من كل أنحاء العالم دون الذهاب إلي أماكن التعليم. وتوضح أن المدارس والجامعات تحولتا إلي مؤسسات صورية عبارة عن هيكل خارجي مفرغ من الداخل, مرجعة ذلك إلي ما نشهده من تغيرات ملموسة في عالم المعرفة, وسهولة الحصول علي المعلومة من أي مكان وفي أي وقت. وفي نفس السياق تؤكد جمال الدين علي أهمية الحرص علي الذهاب إلي أماكن تلقي العلم باعتبارها أساس تكوين المواطنة وتربط بين الطلبة وقواعد التربية والتعليم في الدولة, لافتة إلي ضرورة التصدي لظاهرة التغيب عن تلك الأماكن, حتي لا نفقد الأجيال القادمة هذه القيم.
المصدر الاهرام المسائي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق