الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

مساجد لها تاريخ ..

اعداد: سميحة عبد الحليم
في شهر رمضان تتزين المساجد في جميع بلدان العالم الإسلامي بالأنوار الليلية وتصدح من مآذنها بعد صلاة العشاء تراتيل صلاة التراويح تتلوها قلوب المؤمنين الذين يؤمون المساجد ويتضرعون إلى الله لنيل رضاه وعفوه ورحمته خلال هذا الشهر الكريم.
وللمساجد أهميه كبرى ومنزله عظيمة في المجتمع المسلم، حيث ذكر القرآن الكريم المسجد ومكانته، والثواب الكبير للمشتغلين بعمارته.
لذا نجد أن بناء المساجد رافق التطور الحضاري الإسلامي في تأسيس مدنه العريقة . وفي مصرمساجد لها قيمة معنوية عظيمة في قلوب المسلمين وأهمية تاريخية سطّرتها الحضارة الإسلامية .حيث تخترق قباب ومآذن المساجد أفق القاهرة التى اطلق عليها مدينة الالف مأذنة وتطل على شوارعها الصاخبة المكتظة.
وفى هذا الملف نطوف بعدد من هذه المساجد ..
جامع الازهر..--------------
من أشهر الجوامع الاسلاميه والتعليمية فى العالم ويعد منبر تعليمى للعلوم الاسلاميه ويعود انشائه لعام 971م .
بناه القائد جوهر الصقلي باسم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وتمت عمارته عام361 هجرى-970 ميلادى وأقيمت أول جمعة فيه عام972 ميلادى ويوجد بشارع الأزهر بمدينة القاهرة
وقت بنائه كان مكون من ثلاثة إيوانات حول الصحن والإيوان الشرقي مكون من ثلاثة أروقة وبكل من الجانبين القبلي والبحري ثلاثة أروقة وزادت مساحة الجامع على مر العصور وأضيفت له أجزاء كثيرة .
وهوأقدم وأعظم جامعة إسلامية درست فيه جميع العلوم شيدت به الأروقة لسكن الطلبة الوافدين من جميع بقاع الأرض وشيدت به خزائن الكتب فى جميع العلوم ومن أشهر العلماء الذين أشتغلو بالتدريس به العلامة ابن خلدون .
جامع عمرو بن العاص ..---------------------
أقامه عمرو بن العاص عام21هجرى-642 ميلادى فى مدينه الفسطاط أولى العواصم الإسلاميه فى مصر .
كانت مساحته تبلغ وقت بنائه 50*30 ذراعا وكان له ستة أبواب وشيدت أعمدته من جذوع النخيل والسقف من الجريد وكسيت الأرض بالحصباء وقد توالت عليه التوسعات والتجديدات على مر العصور.
وتوالت عليه الإصلاحات طوال العصر المملوكى وأستمرت هذه الإصلاحات حتى عهد مراد بك الذى أمر بهدمه وإعادة بنائه وتم البناء على غير النظام القديم وتبلغ مساحة المسجد حاليا 13000 مترا مربعا
الآثار المتخلفة من المسجد العتيق ..
ثبت تاريخيا وأثريا أنه لايتبقى غير القليل من عمارة المسجد القديم وأهمها بقايا بضعة نوافذ معقودة ذات ستائر مفرغة من الجص وبضعة من الوسادات الخشبية التى تعلو تيجان الأعمدة .
وكانت تعقد به حلقات للتدريس فسبق الأزهر فى وظيفة التدريس بأربعة قرون وبالإضافة لذلك كانت تعقد به حلقات دروس ووعظ للسيدات وتصدرتها فى الدولة الفاطمية أم الخير الحجازية وكانت توجد به محكمة لفض المنازعات .
جامع أحمد بن طولون..----------------------
شيد فى عهد أحمد بن طولون وتم بنائه عام 265هجرى- 878 ميلادى ويوجد بقلعة الكبش بمدينة القاهرة وظهر فى هذا الجامع أساليب معماريه جديدة لم تكن معروفه فى مصر .
كان للجامع أثنان وأربعون بابا يستعمل منها الآن خمسه فقط وبه ستة محاريب بالإيوان الشرقى ويوجد بالمسجد مائة وثمانيه وعشرون نافذة مزخرفه بالجص المفرغ وتقع مئذنة الجامع التى يبلغ ارتفاعها أربعون مترا فى الزيادة الغربيه وتعتبر الوحيدة فى مصر ذات السلم الخارجى على شكل حلزونى واجرى للجامع بعض الاصلاحات من أهمها الفسيفساء التى أضيفت فى عهد السلطان لاجين وفى عهد الأمير العزيز بالله بن المعز لدين الله عام385هجرى أمرببناء الفوارة التى أحترقت عام376هجرى .
وهو إن كان ثالث الجوامع التى أنشئت بمصر يعتبرأقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله المعمارية الأصلية، ذلك لأن أول هذه الجوامع جامع عمرو الذى بنى سنة 21 هجرية / 642م لم يبق أثر من بنائه القديم كما أن ثانيهما وهو جامع العسكر الذى بنى فى سنة 169 هجرية / 785م قد زال بزوال العسكر.
وتناولت يد الإصلاح هذا الجامع كما امتدت إليه يد التدمير والخراب فى فترات من عصوره المختلفة شأنه فى ذلك شأن كثير من المساجد الأثرية الأخرى.
جامع الحسين ..--------------
دفن به رأس الإمام الحسين رضى الله عنه بعد أنشاء القبة ونقلت الرأس من عسقلان إلى القاهرة عام1153 ميلادى ودفنت بالقبة عام1154ميلادى يوجد بميدان بالحسين بمدينة القاهرة .
أشهر مافى هذا المسجد التابوت الخشبى الذى يعود إلى العصر الأيوبى وأضيف اليه الكثير من الأبنية على مر العصور حيث أحترق المشهدعام 640 هجرى فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب وأعاد ترميمه القاضى عبد الرحيم البيسانى وقام بتوسيعه وألحق به ساقية وميضأة وتوالت عليه الأضافات إلى أن قام راتب باشا ببناء المسجد جميعه ماعدا القبة والضريح وتم البناء عام1290هجرى ويتكون من صحن يحتوى على أربعة وأربعين عمودا محمول عليها السقف المصنع من الخشب والمزين بزخارف نباتية وذهبية متعددة الألوان وبالمسجد ثلاثون شباك من النحاس المطلى بالذهب وله مئذنتان أحدهما قصيرة وقديمة وقام ببنائها أبو القاسم بن ناصر السكرى عام634 هجرى-1236 ميلادى وتقع فوق الباب الأخضر ويبلغ أرتفاعها17.5متر والمئذنة الثانية فى مؤخرة المسجد وهى منشأة على الطراز العثمانى المعروف بإسم المسلة ويوجد بشرق المسجد باب موصل إلى قاعة الآثار النبوية التى قام بإنشأها عباس حلمى عام131هجرى وفى عام 1952 ميلادى زادت مساحة المسجد إلى أن أصبحت 3340 متر مربع ولذلك يعتبر أقدم أجزاء المسجد هو الباب الأخضر ويقع فى الركن الجنوبى ويبلغ طوله 4.92 متر وبه بوابة مستطيلة يبلغ عرضها1.89متر.
جامع السلطان حسن ..---------------
مسجد ومدرسة السلطان حسن 757-764 هجرية (1356-1363م).
أنشأ هذا المسجد العظيم السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون .
ويعتبر هذا المسجد أعظم المساجد المملوكية فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة .
وقد ازدحمت روائع الفن في هذا المسجد فاشتملت على كل ما فيه لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وقد احتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة وهى تعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر.
ويعتبر مسجد السلطان حسن من أهم الأماكن السياحية التي يتوافد عليها السياح بمختلف ثقافاتهم، ويحتوي المسجد حاليا على مدرسة صغيرة للأطفال لتدارس القرآن الكريم .
مسجد محمد على ..-----------------
مسجد محمد على الكبير بالقلعة 1246-1265 هجرية = 1830-1848م.
ظلت القلعة منذ أنشأها صلاح الدين الأيوبى مقرا للحكم فى الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وفى عهد الولاة العثمانيين ثم فى عهد الأسرة العلوية، واستمرت كذلك إلى عصر الخديو إسماعيل حيث اتخذ قصر عابدين مقرا للملك.
وقد أخذ محمد على الكبير فى إنشاء القصور والمدارس ودواوين الحكومة بها، وتوج منشآته هذه بإنشاء مسجده العظيم الذى يطل على مدينة القاهرة
وقد بنى هذا المسجد على نسق المساجد العثمانية المشيدة فى إسطنبول .
والمنبر الأصلى للمسجد هو المنبر الكبير المصنوع من الخشب المحلى بزخارف مذهبة، أما المنبر المرمرى الصغير الواقع إلى يسار المحراب، فقد أمر بعمله الملك فاروق فى سنة 1358 هجرية = 1939م.
وللمسجد ثلاثة أبواب أحدها فى منتصف الجنب البحرى، والثانى فى مقابله فى منتصف الجنب القبلى، والثالث فى منتصف الجنب الغربى، ويؤدى إلى صحن متسع يحيط به أربعة أروقة . وبوسطه مكان الوضوء وهو عبارة عن قبة محمولة على ثمانية أعمدة لها رفرف محلى بزخارف بارزة مذهبة .
وقام الملك فاروق الأول بافتتاح المسجد بعد إتمام إصلاحه فى سنة 1358 هجرية = 1939م.
ويعتبر هذا المسجد علما من أبرز أعلام القاهرة، إذ يستطيع كل وافد إليها أن يراه فى أول ما يرى منها عند دخوله إليها من أية جهة من جهاتها.
مسجد الإمام الشافعى ..-------------------
الإمام الشافعى هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعى يجتمع نسبه لأبيه مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى جده عبد مناف.
وعلى الرغم من قلة عدد الأبنية الدينية التى خلفها سلاطين بنى أيوب فإن ضريح الإمام الشافعى يعتبر أقدمها أنشأه السلطان الملك الكامل الأيوبى سنة 608 هجرية = 1211م وأقام عليه قبة عظيمة.
وتبلغ مساحة الضريح من الداخل 15 فى 15 مترا تقريبا وبجداره الشرقى ثلاثة محاريب غلفت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون كما غلقت طواقيها بالخشب المنقوش ثم محراب رابع صغير أحدث لتصويب اتجاه القبلة وتكسو الحوائط الداخلية وزرة من الرخام الملون يتخللها ثلاث لوحات رخامية تشير اثنتان منها إلى تجديد قايتباى للقبة سنة 885 هجرية = 1480م وتشير الثالثة إلى تجديد الغورى وتنتهى بإفريز من الخشب المحفور بزخارف بارزة وتعلوه منطقة منقوشة ومذهبة من عمل على بك الكبير سنة 1186 هجرية = 1772م ثم طراز خشبى عليه كتابة كوفية يتخللها زخارف نباتية ويبرز منه ثمانية كوابيل خشبية محفور عليها كتابة كوفية أيضا.
وبوسط الضريح تابوت وضع على قبر الإمام الشافعى صنع من الخشب المحفور بزخارف بارزة دقيقة وبكتابات كوفية ونسخية جميلة متضمنة آيات قرآنية وتاريخ عمله سنة 574 هجرية = 1178م واسم الصانع الذى صنعه.
ويجاور هذا التابوت تابوت آخر لا يقل أهمية عنه حلى بزخارف جميلة وكتابات نسخية تضمنت اسم والدة الكامل وتاريخ وفاتها سنة 608 هجرية.
وعندما تخربت المدرسة الصلاحية التى أنشأها صلاح الدين الأيوبى بجوار ضريح الإمام الشافعى أنشأ الأمير عبد الرحمن كتخدا مكانها مسجد سنة 1176 هجرية = 1762/ 63م بقى إلى أن تصدعت أركانها فأمرالخديو توفيق بتجديده وتوسيعه فتم ذلك سنة 1309 هجرية = 1891/ 92م على طراز الجوامع الحديثة التى أنشئت فى هذه الحقبة من الزمن وهو الجامع الذى نشاهده الآن مجاورا للقبة.
مسجد السلطان الصالح نجم الدين..-----------------------------
مسجد السلطان الصالح نجم الدين-المدرسة الصالحية 641هجرية = 1243-1244م.
أنشأ هذه المدرسة الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية، أقامها على جزء من المساحة التى كان يشغلها القصر الفاطمى الكبير وأتمها سنة 641 هجرية = 1243 /44م وكانت تتكون من بناءين أحدهما قبلى.
وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين ويفصل هذين البناءين ممر يقع فى نهايته الغربية مدخل المدرسة الذى يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
وما زالت هذه الوجهة محتفظة بتفاصيلها المعمارية فهى مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب امتازت بتنوع مزرراتها تعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها.
وهنا تبدو فى هذه الوجهة ظاهرة فتح شبابيك سفلية بعد أن كانت تشاهد بأعلى الوجهات فى الجوامع المتقدمة كجامعى عمرو وابن طولون وغيرهما.
وقد عنى بزخرفة المدخل وتجميله فأخذ الكثير من عناصره الزخرفية .
أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة تحلى أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية.
ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة.
وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التى أنشئت فى أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجرى - الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادى - قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذى عم وانتشر بمصر بعد ذلك.
جامع السلطان الظاهر بيبرس ..------------------------------
جامع السلطان الظاهر بيبرس 665-667 هجرية = 1267 -1269م.
يعتبر هذا الجامع من أكبر جوامع القاهرة .
وتخطيطه على نسق غيره من الجوامع المتقدمة يتألف من صحن مكشوف يحيط به أروقة أربعة أكبرها رواق القبلة كانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا المشرفة منها على الصحن فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع كذلك صف العقود الثالث من شرق كانت عقوده محمولة على أكتاف بنائية أيضا.
أما عقود القبة التى كانت تقع أمام المحراب فإنها مرتكزة على أكتاف مربعة بأركانها أعمدة مستديرة.
ويقع أكبر المداخل وأهمها فى منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب.
وقد حلى هذا المدخل كما حلى المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحليات فمن صفف معقودة بمخوصات إلى أخرى تنتهى بمقرنصات ذات محاريب مخوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية الجميلة اقتبس أغلبها من زخارف وجهات الجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع ومدخل المدرسة الصالحية.
وكانت المنارة تقع فى منتصف الوجهة الغربية أعلى المدخل الغربى، وقد أصبح الجامع الآن متنزها عاما إذا استثنينا قسما من رواق القبلة مخصصا لإقامة الشعائر الدينية.
مسجد السيدة زينب ..-----------------
مسجد السيدة زينب 1302 هجرية = 1884/ 85م.
والسيدة زينب هى ابنة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فاطمة الزهراء- من الإمام على بن أبى طالب .
ومسجد السيدة زينب الذى تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها تناولته يد الإصلاح والتعمير فى أوقات مختلفة .
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية = 1884/ 85م .
والوجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدى إلى داخل المسجد مباشرة.
وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما على شارع العتريس والأخرى على شارع باب الميضة.
وأنشئت وجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكى وهى حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات.
ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب رضى الله عنها تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب.
وقد عملت التوسعة من الداخل على نظام باقى المسجد وهى تشتمل على صفين من العقود المحمولة على أعمدة رخامية تحمل سقفا من الخشب المنقوش بزخارف عربية وبوسطه شخشيخة مرتفعة عنه بها شبابيك للإضاءة. وقد بنيت وجهات هذه التوسعة بالحجر على طراز وجهات المسجد الأخرى.
مسجد السيدة نفيسة ..----------------------
مسجد السيدة نفيسة 1314 هجرية = 1897م.
والسيدة نفيسة هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه، ولدت بمكة ونشأت بالمدينة، وقدمت إلى مصر فى سنة 193 هجرية = 809م وأقامت بها إلى أن توفيت فى سنة 208 هجرية = 824م حيث دفنت فى منزلها وهو الموضع الذى به قبرها الآن .والذى عرف فيما بعد بمشهد السيدة نفيسة .
ووجهة المسجد الرئيسية يتوسطها المدخل وهو بارز عن سمتها ومرتفع عنها تغطيه طاقية مقرنصة وتقوم أعلاه منارة رشيقة بنيت مع الوجهة على الطراز المملوكى، ويؤدى هذا المدخل إلى دركاة يصل الإنسان منها إلى داخل المسجد وهو عبارة عن حيز مربع تقريبا مسقوف بسقف خشبى منقوش بزخارف عربية جميلة ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شخشيخة مرتفعة، وهذا السقف محمول على ثلاثة صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية مثمنة القطاع.
ومن الطرائف الأثرية التى نقلت من مشهد السيدة نفيسة ذلك المحراب الخشبى المتنقل الذى صنع للمشهد بين سنتى 532-541 هجرية = 1137- 1147م والمودع الآن بدار الآثار العربية مع محرابين خشبيين آخرين صنع أحدهما للجامع الأزهر والثانى لمشهد السيدة رقية، وفيها تتمثل دقة صناعة النجارة الفاطمية ويتجلى بهاؤها.
مسجد السيدة رقية ..------------------
مسجد السيدة رقية ابنة سيدنا على بن أبى طالب ،أنشىء سنة 527 هجرية = 1133م أيام الحافظ لدين الله ثامن الخلفاء الفاطميين بمصر ولم يبق منه سوى إيوانه الشرقى الذى يتكون تخطيطه من رواق أمامى محمولة عقوده على زوجين من الأعمدة الرخامية وله باب يؤدى إلى حيز مربع أمام المحراب تغطيه قبة مضلعة محمولة على رقبة مثمنة ويحف به من الجانبين إيوانان صغيران بكل منهما محراب.
وقد ظهرت القبة المضلعة فى مصر لأول مرة أعلى ضريح السيدة عاتكة المنشأ فى أوائل القرن السادس الهجرى - الثانى عشر الميلادى - ثم فى قبتى الشبيهى والسيدة رقية وترتكز رقبة هذه القبة على أربعة أركان من المقرنص يشتمل كل منهما على صفين من الطاقات يعلو كل ثلاث منها طاق واحد..
وأهم ما يسترعى النظر فى هذا المشهد محرابه الجصى الكبير الذى يعتبر قطعة زخرفية رائعة الجمال فهو يتكون من تجويف تغطيه طاقية مضلعة تتشح أضلاعها من جامة مزدانة فى الوسط بكلمة - على - يحيط بها كلمة - محمد - مكررة وتنتهى هذه الأضلاع عند حافة عقد الطاقية بمقرنصات وعلى توشيحتى العقد زخارف جميلة يعلوها طراز من الكتابة الكوفية المزخرفة يميل قليلا إلى الخارج فوقه طراز آخر مزخرف بوحدات مضفرة.
مسجد الرفاعى ..--------------------
مسجد الرفاعى 1329 هجرية = 1911م.
يقع هذا المسجد فى مواجهة مسجد السلطان حسن على يسار الطالع إلى القلعة، فى مكان كانت تشغل جزءا منه زاوية الرفاعى .
ووجهات المسجد شاهقة مرتفعة تحليها صفف عقودها محمولة على أعمدة وتتوجها شرفات مورقة وبهذه الصفف من أسفل شبابيك من النحاس الجميل التصميم تعلوها شبابيك من الجص المفرغ.
ولهذا المسجد ثلاثة مداخل أحدها الواقع فى منتصف الوجهة الغربية - الباب الملكى- وهو مدخل مرتفع تكتنفه أعمدة وتغطية قبة ذات مقرنصات جميلة ويكسو جوانبه وأعتابه رخام مختلف الألوان.
والمدخلان الآخران يقعان فى الوجهة القبلية ويكتنفها برجان أقيم عليهما مئذنتان بنيتا على طراز المآذن المملوكية.
وقد بنى هذا المسجد على رقعة مستطيلة من الأرض خصص الجزء الأوسط منها تقريبا للصلاة وخصص باقى المساحة للمداخل والمدافن وملحقاتها.
والقسم المخصص للصلاة عبارة عن مربع تغطيه قبة ذات مقرنصات جميلة محمولة على أربعة عقود مرتكزة على أربعة أكتاف بأركان كل منها أربعة أعمدة رخامية تيجانها منقوشة ومذهبة، ويحيط بهذه القبة ويغطى باقى مسطح المسجد أسقف خشبية حليت بنقوش مذهبة جميلة كما حليت بواطن العقود بزخارف منوعة.
ويعتبر هذا المسجد من الداخل من أغنى المساجد زخرفة ونقشا فقد عنى مهندسه بتجميله وزخرفته عناية فائقة بحيث أصبح بالصورة التى نشاهدها الآن.




المصدر اخبار مصر - ايجى نيوز




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق