الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

الداعية الإسلامية عبلة الكحلاوي‏:‏ الشعب انقسم ونعيش فوضي الخطاب الديني

في زمن اختلطت فيه الأمور وتصدر المشهد مجموعة من البشر يكفرون الناس ويخضعون الدين لتحقيق أحلامهم في الوصول للسلطة والتمكين والإمساك بكل مفاصل الدولة رافعين شعارات الإسلام هو الحل‏.


في الوقت الذي يقدمون للناس دينا آخر يبعد عن الوسطية, ويتخذ التشدد والعنف وسيلة لتحقيق الأغراض وليس الدعوة بالأسوة الحسنة في أوقات اختلاط الأمور تحتاج الأمم لأصحاب العقول والاتزان في القول والفعل ليأخذوا بأيديهم إلي الطريق الصواب.
الدكتورة عبلة الكحلاوي الداعية الإسلامية وأستاذة الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر حاورناها في السياسة والدين وما يجري في المجتمع وكانت هذه إجاباتها..
كيف ترين ما يجري الآن في مصر؟
اشعر مع كل قطرة دم بحزن شديد ويجب ان يعلم الجميع ان مصر أكبر من الجميع فالامر في غاية السوء وادعوا الجميع إلي التوقف فورا عن التهليل والتشجيع فنحن لسنا امام احدي المباريات وكل فريق له جمهوره الأمر تعدي اللعبة واصبحنا نخاطر باسمي مافي الوجود الدين والدم الامر يحتاج منا جميعا ان نبتهل الي الله ان يرأب الصدع ونجتمع علي كلمة سواء ألا يكون الخاسر الاكبر مكانة العقيدة في قلوب الناس والدم المصري الطاهر.
ماذا تقولين لكل المختلفين؟ والمتصارعين في الساحة؟
تصمت قليلا ثم تقول بحزن... يا احباب نحن أبناء وطن واحد فهل يعقل ان تكون اللغة السائدة الآن هي التراشق بالرصاص الحي فهل هذا ضمن موروثنا وتعالوا نعود لخلاف الصحابة والحبيب حضرة النبي صلي الله عليه وسلم ونتعلم وليتذكر الجميع قول النبي صلي الله عليه وسلم: من أعان علي قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله بشطر كلمة وليس بكلام لاينتهي ودفع اموال...علينا جميعا أن ننبذ الانقسامات ونترك الخلافات ونسعي جاهدين إلي حل المشكلات عن طريق التفاهم والحوار, وعلي الجميع أن يكون شديد الحرص علي ألا تراق قطرة دم واحدة من أي مسلم او شريك في الوطن ولنتذكر قول الله تعالي من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في لأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا, والله الكل مسئول فمن يحرض بكلمة فالدم في رقبته ومن يستثير شباب هم علي الفطرة فالدم في رقبته ومن يستطيع ان يمنع دما ولا يفعل فالدم في رقبته ومن يعلم عن دم سيراق ويصمت فالدم في رقبته.
مايحدث يؤثر علي صورة الاسلام في الخارج: فهل نسيء بأفعالنا لديننا؟
بانفعال شديد تقول بالطبع وهذا مايريدونه تشويه الاسلام باعتباره دينا دمويا والاحري بنا ان نعود الي اسلامنا الواحد الذي نشهد ان لا اله إلا الله نمزج بين الامس واليوم وناخذ من موروثنا ماتستفيد به في وقتنا المعاصر ولحظة الان المتحركة التي تقود موقفنا الحالي وهو ما يحتاج معرفة فقه الفتن واخشي ان نكون في الزمن الذي تنبأ فيه النبي صلي الله عليه وسلم إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا, ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا, يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا.
مجموعة الإسلام السياسي رفعوا شعار الاسلام فهل تصرفاتهم تتواءم مع منهجه؟
لا أحب المزايدة في الدين فالدين واضح جلي وما نحن فيه اجزاء من لعبة السياسة فأرجو ألا نقحم الدين في السياسة, الدين عبادة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية وهي علاقة خفية بين العبد وخالقه وليس من حقي ان اتهمك في دينك بهذا افرغ الدين من الدينية وحضرة النبي صلي الله عليه وسلم قال لنا من قال هلك الناس فهو اول الهالكين. والحقيقة أنا اناشد الإخوان ومؤيديهم واعرف ان من بينهم اناسا علي درجة رفيعة من المصداقية ان يتدبروا المخاطر التي تحيط بمصر الان ولا احب ان يكتب في تاريخهم ان الشعب قسم علي ايدهم او ان مصر اجتاحتها الفتن المدبرة لتنفذ مخططات الاعداء وكلنا قرأ وعلم عن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ينص علي إعادة رسم حدود المنطقة علي أسس عرقية ودينية, بحيث يتم إنشاء ما بين54 و56 دويلة مكان الدول الحالية. وبالنسبة لمصر نص المشروع علي حتمية إقامة دولة قبطية, ودولة للنوبة, مع تفريعات أخري منها تحويل جزء مهم من شمال سيناء إلي وطن بديل للفلسطينيين إلي آخره, أو من اراد ان يقرأ فليقرأمخطط برنارد لويس لتفتيت العالم الاسلامي
هل الأمل مازال يحلق في الأجواء أم حل بدلا منه التشاؤم؟
لا يأس من رحمة الله فنحن لدينا كما قلت لك ثقة في الله كبيرة جدا فمع كل هذا عندي أمل وأتمني من المصريين ان يفاجئوا العالم لنحفظ ماتبقي من هيبة هذا الوطن وان نعود جميعا صفا واحد فقد ابهرنا العالم بالثورة ونريد ان نبهر العالم بالمحافظة علي الدين والوطن.
استخدام دور العبادة لخدمة الأهداف السياسية.. فهل تحولت عن دورها؟
أشعر بالحزن مما يحدث من اشتباكات داخل المساجد واقول للجميع إن لم ترعوا حرمة وقدسية المسجد فبيوتكم أولي بكم, ولا يجوز أن يتخذ الإمام من منبر رسول الله مكانا لفرض رايه علي المصلين فالمساجد تجمع ولاتفرق وتبني ولاتهدم.
ما رأيك في الفتاوي التي تخرج عن البعض, والتي تحدث الكثير من البلبلة والتضارب؟
- نحن اليوم نعيش مايمكن ان نطلق عليها فوضي في الخطاب الديني, وقد أحدثها بعض الأشخاص الذين لا يعبرون إلا عن أنفسهم, ولم يفهموا النصوص كما ينبغي
وفي هذا الوقت الذي اعتبره زمن فتنة يجب ان تكون هناك ادارة حازمة وقوية لتوحيد جهة الفتوي حتي لايهان الدين باسم الدين وحتي لايفتن الناس في دينهم ولدينا الازهر ودار الافتاء وعلماؤهم الذين قادوا العالم وظلوا منبر الوسطية علي مدي التاريخ واصبح لزاما عليهم الآن أن يستعيدوا قيادتهم.
فالفتوي أمانة لايقوم بها إلا من عرف حقها وتعلم علمها.....وأقول للناس لاتأخذوا الفتوي إلا من العلماء الثقات.
هل من الممكن أن يؤسس المفتي في أي دولة فتواه علي ضوء اعتبارات سياسية خدمة لهذا الاتجاه أو ذاك؟
هذا حرام ولايجوز واستهانة بالفتوي لابد ان يعلي المصلحة العامة والاحكام تدور مع المصالح وجودا وعدما- المفتي يؤسس فتواه وفقا للشرع ومصالح الناس.
صفات الفقيه.. هل تتمشي مع من يتصدرون للفتوي الآن؟
لابد ان يكون لديه العلم الشرعي بالاضافة الي فقه الواقع وما يحدث علي الساحة العالمية من تداعيات الاحداث التي تلقي بظلالها علي كل شيء فعلي الفقيه ان يكون لديه دراية بذلك وايضا فقه البصيرة لكي يعرف في زمن الفتنة مايقال ومالايقال فليس كل مايعرف يقال وليس كل مايقال جاء أوانه وليس كل ماجاء أوانه حضر رجاله, فالفقيه شخص عالم في الفقه والأصول, ماهر في الصنعة.
هل الخطاب الديني المضطرب يؤثر في الأحداث التي تمر بها البلاد؟
الخطاب الديني الذي يحدث الفتنة لابد ان يواجه بحزم لان تبعاته لايحمد عقباه ويجب ان يكون هناك خطاب ديني يتسم بالوسطية لابراز سماحة وحقيقة هذا الدين
قطع الطرق أصبح ظاهرة هذه الأيام من يقف وراءه ويشجعة؟
قطع الطرق يضر بمصلحة البلد في هذا الوقت الخطير واستمرارها يسهم في تفكيك مصر وهذا يستدعي ان يكون هناك عقلاء وحكماء يخرجوا الآن ليتعرفوا علي مطالب هولا ء ومحاولة حل القضية سلميا واحتواء الازمة.
أنا لا امانع من التظاهر فهذا حق للجميع ولكن لايجوز قطع طريق أو الاعتداء علي منشاة والخطوة التالية لابد ان يشجع الجميع, معارض ومؤيد أن يكون هناك أماكن مخصصة للتظاهر حتي تتدفق شرايين الحياة مرة أخري فمصر لاتحتمل وكفي ثلاثة اعوام.
ما يجري في سيناء من يقف خلفه؟
الحقيقة استشعر بالاسف مما يحدث من اسالة دماء زكية طاهرة من جنودنا خير اجناد الارض واقول لمن يهاجمون باسم الدين إن هذا ليس الدين وتذكروا انكم تقاتلون من قال فيهم حضرة النبي صلي الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله فما تفعلونه ليس حربا من اجل الدين ولكن تشوية له وارهاب وهدم لبنيان الله الذي أمرنا بالحفاظ عليه. وهدم الجيش المصري ورجاله البواسل بايدي بعض ابنائه ممن يخططون لتقسيم الوطن واطالب ابناء سيناء الشرفاء بحماية الوطن ومساعدة الجيش فالمخطط قديم والمستفيد منه عدو معلوم.


المصدر الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق